الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
شفن: شَفَنَه يَشْفِنه، بالكسر، شَفْناً وشُفُوناً وشَفِنَه يَشْفَنه شَفْناً، كلاهما: نظر إليه بمُؤْخِرِ عينيه بِغْضَةً أَو تعجباً، وقيل: نظره نظراً فيه اعتراض. الكسائي: شَفَِنْتُ إلى الشيء وشَنِفْت إذا نظرت إليه؛ قال الأَخطل: وإذا شَفَنَّ إلى الطريقِ رأَيْنَه *** لَهِقاً، كشاكِلَةِ الحصانِ الأَبْلَقِ وفي حديث مُجالد بن مسعود: أَنه نظر إلى الأَسوَدِ ابن سُرَيْعٍ يَقُصُّ في ناحيةِ المسجد فشَفَنَ الناسُ إليهم؛ قال أَبو عبيد: قال أَبو زيد الشَّفْنُ أَن يرفع الإِنسان طرفه ناظراً إلى الشيءِ كالمتعجب منه أَو كالكاره له أَو المُبْغِضِ، ومثله شنِفَ. وفي رواية أَبي عبيد عن مُجالِدٍ: رأَيتكم صنعتم شيئاً فشَفَنَ الناسُ إليكم فإِياكم وما أَنكر المسلمون. أَبو سعيد: الشَّفْنُ النَّظَرُ بمُؤْخِرِ العين، وهو شافِنٌ وشَفُون؛ وأَنشد الجوهري للقَطَاميّ: يُسارِقْنَ الكلامَ إليَّ لَمّا حَسِسْنَ حِذَارَ مُرتَقِبٍ شَفُونِ قال: وهو الغَيُور. ابن السكيت: شَفِنْت إليه وشَنِفْت بمعنى، وهو نظر في اعتراض؛ وقال رؤبة: يَقْتُلْنَ، بالأَطرافِ والجُفُونِ، كُلَّ فَتًى مُرْتَقِبٍ شَفُونِ ونَظَرٌ شَفُونٌ ورجل شَفُون وشُفَنٌ؛ وقال جَنْدَل بن المُثَنَّى الحارثي: ذي خُنْزُواناتٍ ولَمَّاحٍ شُفَنْ ورواه بعضهم: ولَمَّاحٍ شُفا؛ قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا. والشَّفُونُ: الغَيُور الذي لا يَفْتُر طرفه عن النظر من شِدَّة الغَيْرة والحَذَرِ. والشَّفْنُ والشَّفِنُ: الكَيِّسُ العاقل. والشَّفْنُ: البُغْض. والشَّفَّانُ: القُرُّ والمَطر؛ قال الشاعر: ولَيْلَةٍ شَفَّانُها عَرِيُّ، تُحَجَّرُ الكلبَ له صَئِيُّ وقال آخر: في كِناسٍ ظاهرٍ يَسْتُره، من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ. والشَّفْنُ: رَقُوبُ الميراث. أَبو عمرو: الشَّفْنُ الانتظار؛ ومنه حديث الحسن: تَموتُ وتَتْرُكُ مالك للشَّافِنِ أَي للذي ينتظر موتك، استعار النظر للانتظار كما استعمل فيه النظر، ويجوز أَن يريد به العَدُوّ لأَن الشُّفُون نظر المُبْغِضِ.
شفتن: ابن الأَعرابي: أَرَّ فلانٌ إذا شَفْتَنَ وآرَ إذا شَفْتَنَ؛ قال أَبو منصور: كأَن معنى شَفْتَنَ إذا ناكح وجامع مثل أَرَّوآرَ. قال ابن بري: الشَّفْتَنة يُكْنى بها عن النكاح. قال ابن خالويه: سأَل الأَحْدَبُ المؤدِّبُ أَبا عمر الزاهد عن الشَّفْتَنة فقال: هي عَفْجُك الصبيانَ في الكُتَّاب.
شقن: الأَزهري في ترجمة زله: أَنشد: وقد زَلِهَتْ نَفْسي من الجَهدِ، والذي أُطالِبُه شَقْنٌ، ولكنه نَذْلُ قال: الشَّقْنُ القليل الوَتْحُ من كل شيء. وشيء شَقْنٌ وشَقِنٌ وشَقِين: قليل. الكسائي: قليل شَقْنٌ ووَتِْحٌ وبَيّنُ الشُّقُونة والوُتُوحةِ، وقد قَلَّتْ عطيتُه وشَقُنَتْ، بالضم، شُقُونة وأَشْقَنْتُها وشَقَنْتها أَنا شَقْناً وأَشْقَنَ الرجلُ: قَلَّ ماله. وقليل شَقْنٌ: إِتباعٌ له مثل وَتْحٍ وَعْرٍ، وهي الشُّقُونة؛ قال ابن بري: قال علي بن حمزة لا وجه للإِتباع في شَقْن لأَن له معنى معروفاً في حال انفراده؛ قال الراجز: قد دَلِهَتْ نَفْسِي من الشَّقْنِ.
شكن: انْشَكَنَ: تَعامَسَ وتجاهل؛ قال الأَصمعي: ولا أَحسبه عربيّاً.
شنن: الشَّنُّ والشَّنَّةُ: الخَلَقُ من كل آنية صُنِعَتْ من جلد، وجمعها شِنَانٌ. وحكى اللحياني: قِرْبةٌ أَشْنانٌ، كأَنهم جعلوا كل جزء منها شَنَّاً ثم جمعوا على هذا، قال: ولم أَسمع أَشْناناً في جمع شنٍّ إلاّ هُنا. وتَشَنَّنَ السّقَاءُ واشْتَنَّ واسْتَشَنَّ: أَخلَق. والشَّنُّ: القربة الخَلَق، والشَّنَّةُ أَيضاً، وكأَنها صغيرة، والجمع الشِّنانُ. وفي المثل: لا يُقَعْقَعُ لي بالشِّنان؛ قال النابغة: كأَنك من جمالِ بَني أُقَيْش، يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيه بشَنِّ. وتَشَنَّنَتِ القربةُ وتَشَانَّتْ: أَخْلَقَتْ. وفي الحديث: أَنه أَمر بالماء فقُرِّسَ في الشِّنَانِ؛ قال أَبو عبيد: يعني الأَسْقِية والقِرَبَ الخُلْقانَ. ويقال للسقاء شَنٌّ وللقربة شَنٌّ، وإنما ذكر الشِّنَانَ دون الجُدُدِ لأَنها أَشَدُّ تبريداً للماء من الجُدُدِ. وفي حديث قيام الليل: فقام إلى شَنٍّ معلقة أَي قربة؛ وفي حديث آخر: هل عندكم ماءٌ بات في شَنَّةٍ؟ وفي حديث ابن مسعود أَنه ذكر القرآن فقال: لا يَتْفَهُ ولا يَتَشَانُّ؛ معناه أَنه لا يَخْلَقُ على كثرة القراءة والتَّرْداد. وقد اسْتَشَنَّ السقاءُ وشَنَّنَ إذا صارَ خَلَقاً. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: إذا اسْتَشَنّ ما بينك وبين الله فابْلُلْه بالإِحسان إلى عباده، أَي إذا أَخْلَقَ. ويقال: شَنَّ الجَمَلُ من العَطش يَشِنُّ إذا يَبِس. وشَنَّتِ القربةُ تَشِنُّ إذا يَبِسَت. وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال: يقال رَفَع فلانٌ الشَّنَّ إذا اعتمد على راحته عند القيام، وعَجَنَ وخبَزَ إذا كرََره. والتَّشَنُّن: التَّشَنُّجُ واليُبْسُ في جلد الإنسان عند الهَرَم؛ وأَنشد لرُؤْبة: وانْعاجَ عُودِي كالشَّظِيفِ الأَخْشَنِ، بَعْدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ والتَّشَنُّنِ. وهذا الرجز أَنشده الجوهري: عن اقْوِرارِ الجِلْدِ؛ قال ابن بري: وصوابه بعد اقورار، كما أَوردناه عن غيره؛ قال ابن بري: ومنه قول أَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ: هُرِيقَ شَبابي واسْتَشَنَّ أَدِيمي. وتشَانَّ الجلد: يَبِسَ وتَشَنَّجَ وليس بخَلَقٍ. ومَرَةٌ شَنَّةٌ: خلا من سِنِّها؛ عن ابن الأَعرابي، أَرادَ ذَهَبَ من عمرها كثير فبَلِيَتْ، وقيل: هي العجوز المُسِنَّة البالية. وقوس شَنَّة: قديمة؛ عنه أَيضاً؛ وأَنشد: فلا صَرِيخَ اليَوْمَ إِلا هُنَّهْ، مَعابِلٌ خُوصٌ وقَوْسٌ شَنَّهْ. والشَّنُّ: الضعف، وأَصله من ذلك. وتَشَنَّنَ جلد الإِنسان: تَغَضَّنَ عند الهَرَم. والشَّنُونُ: المهزول من الدواب، وقيل: الذي ليس بمهزول ولا سمين، وقيل: السمين، وخص به الجوهري الإِبل. وذئب شَنُونٌ: جائع؛ قال الطِّرِمَّاح: يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاه، شَجٍ بخُصُومةِ الذئبِ الشَّنُونِ. وفي الصحاح: الجائع لأَنه لا يوصف بالسِّمَن والهُزال؛ قال ابن بري: وشاهد الشَّنُونِ من الإِبل قول زهير: منها الشَّنُونُ ومنها الزاهِقُ الزَّهِمُ. ورأَيت هنا حاشية: إن زهيراً وصف بهذا البيت خيلاً لا إِبلاً؛ وقال أبو خَيْرَة: إنما قيل له شَنُون لأَنه قد ذهب بعضُ سِمَنِه، فقد اسْتَشَنَّ كما تَسْتَشِنُّ القربة. ويقال للرجل والبعير إذا هُزِلَ: قد اسْتَشَنَّ. اللحياني: مَهْزُول ثم مُنْقٍ إذا سَمِنَ قليلاً، ثم شَنُون ثم سَمِين ثم ساحٌّ ثم مُتَرَطِّم إذا انتهى سِمَناً. والشَّنِينُ والتَّشْنِينُ والتَّشْنانُ: قَطَرانُ الماء من الشَّنَّةِ شيئاً بعد شيء؛ وأَنشد: يا مَنْ لدَمْعٍ دائِم الشَّنِين. وقال الشاعر في التَّشْنَانِ: عَيْنَيَّ جُوداً بالدُّموعِ التوائِم سِجاماً، كتَشْنانِ الشِّنانِ الهَزائم. وشَنَّ الماءَ على شرابه يَشُنُّه شَنّاً: صَبَّه صَبّاً وفرّقه، وقيل: هو صَبٌّ شبيه بالنَّضْحِ. وسَنَّ الماءَ على وجهه أَي صبه عليه صبّاً سهلاً. وفي الحديث: إذا حُمَّ أَحدُكم فَلْيَشُنَّ عليه الماءَ فَلْيَرُشَّه عليه رَشّاً متفرّقاً؛ الشَّنُّ: الصَّبُّ المُتَقَطِّع، والسَّنُّ: الصَّبُّ المتصل؛ ومنه حديث عمر: كان يَسُنُّ الماءَ على وجهه ولا يَشُنُّه أَي يُجْرِيه عليه ولا يُفَرِّقه. وفي حديث بول الأََعرابي في المسجد: فدعا بدلو من ماء فشَنَّه عليه أَي صبها، ويروى بالسين. وفي حديث رُقَيْقَةَ: فلْيَشُنُّوا الماءَ ولْيَمَسُّوا الطيبَ. وعَلَقٌ شَنِينٌ: مصبوب؛ قال عبد مناف بن رِبْعِيٍّ الهذلي: وإنَّ، بعُقْدَةِ الأَنصابِ منكم، غُلاماً خَرَّ في عَلَقٍ شَنِينِ وشَنَّتِ العينُ دَمْعَها كذلك. والشَّنِينُ: اللبن يُصَبُّ عليه الماء، حَليباً كان أَو حَقِيناً. وشَنَّ عليه دِرْعَه يَشُنُّها شَنّاً: صبها، ولا يقال سَنِّا. وشَنَّ عليهم الغارةَ يَشُنُّها شَنّاً وأَشَنَّ: صَبَّها وبَثَّها وفَرَّقها من كل وجه؛ قالت ليلى الأَخْيَلِيَّة: شَنَنّا عليهم كُلَّ جَرْداءَ شَطْبَةٍ لَجُوجٍ تُبارِي كلَّ أَجْرَدَ شَرْحَبِ وفي الحديث: أَنه أَمره أَن يَشُنَّ الغارَةَ على بني المُلَوِّحِ أَي يُفَرِّقَها عليهم من جميع جهاتهم. وفي حديث علي: اتَّخَذْتُموه وراءَكم ظِهْرِيّاً حتى شُنَّت عليكم الغاراتُ. وفي الجبين الشَّانَّانِ: وهما عرقان ينحدران من الرأْس إلى الحاجبين ثم إلى العينين؛ وروى الأَزهري بسنده عن أَبي عمرو قال: هما الشَّأْنَانِ، بالهمز، وهما عرقان؛ واحتج بقوله: كأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ والشَّانَّةُ من المسايل: كالرَّحَبَةِ، وقيل: هي مَدْفَعُ الوادي الصغير. أَبو عمرو: الشَّوَانُّ من مَسايل الجبال التي تَصُبُّ في الأَوْدِيةِ من المكان الغليظ، واحدتها شانَّة. والشُّنانُ: الماء البارد؛ قال أبو ذؤيب: بماءٍ شُنانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَه الصَّبَا، وجادَتْ عليه ديمةٌ بَعْدَ وابِلِ. ويروى: وماء شُنانٌ، وهذا البيت استشهد به الجوهري على قوله ماء شُنانٌ، بالضم، متفرِّق، والماء الذي يقطر من قربة أَو شجرة شُنَانة أَيضاً. ولبن شَنينٌ: مَحْضٌ صُبَّ عليه ماء بارد؛ عن ابن الأَعرابي. أَبو عمرو: شَنَّ بسَلْحِه إذا رمى به رقيقاً، والحُبَارَى تَشُنُّ بذَرْقِها؛ وأَنشد لمُدْرِك بن حِصْن الأَسَدِيِّ: فشَنَّ بالسَّلْح، فلما شَنّا بَلَّ الذُّنابَى عَبَساً مُبِنّاْ. وشَنٌّ: قبيلة. وفي المثل: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، وفي الصحاح: وشَنٌّ حيٌّ من عَبْد القَيْس، ومنهم الأَعْوَرُ الشَّنِّيُّ؛ قال ابن السكيت: هو شَنُّ بنُ أَفْصى بن عبد القَيْس بن أَفْصى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلَةَ بن أَسَدِ بن رَبيعة بن نِزارٍ، وطَبَقٌ: حيٌّ من إِياد، وكانت شَنٌّ لا يُقامُ لها، فواقَعَتْها طَبَقٌ فانْتَصَفَتْ منها، فقيل: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، وافَقَه فاعْتَنَقَه؛ قال: لَقِيَتْ شَنٌّ إِياداً بالقَنَا طَبَقاً، وافَقَ شَنٌّ طَبَقهْ. وقيل: شَنٌّ قبيلة كانت تُكْثِرُ الغارات، فوافقهم طَبَقٌ من الناسِ فأَبارُوهم وأَبادُوهم، وروي عن الأَصمعي: كان لهم وعاء من أَدَم فتَشَنَّن عليهم فجعلوا له طَبَقاً فوافقه، فقيل: وافق شَنٌّ طبقه. وشَنٌّ: اسم رجل. وفي المثل: يَحْملُ شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْزٌ. والشِّنْشِنَة: الطبيعة والخَلِيقَة والسَّجِيَّة. وفي المثل: شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَم. التهذيب: وروي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه قال لابن عباس في شيء شاوَرَه فيه فأَعجبه كلامه فقال: نِشْنِشَة أَعْرِفُها من أَخْشَن؛ قال أبو عبيد: هكذا حَدَّثَ به سُفْيان، وأَما أَهل العربية فيقولون غيره. قال الأَصمعي: إنما هو شِنْشِنَة أَعْرِفُها من أَخْزم، قال: وهذا بيت رجز تمثل به لأَبي أَخْزَمَ الطائي وهو: إنَّ بَنِيَّ زَمَّلُوني بالدَّمِ، شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَمِ، مَنْ يَلْقَ آسادَ الرِّجالِ يُكْلم قال ابن بري: كان أَخْزَمُ عاقّاً لأَبيه، فمات وترك بَنِينَ عَقُّوا جَدَّهم وضربوه وأَدْمَوْه، فقال ذلك؛ قال أَبو عبيدة: شِنْشِنة ونِشْنِشَة، والنِّشْنِشَة قد تكون كالمُضْغَة أَو كالقطْعة تقطع من اللحم، وقال غير واحد: الشِّنْشِنةُ الطبيعة والسَّجِيَّةُ، فأَراد عمر إني أَعرف فيك مَشَابِهَ من أَبيك في رأْيِه وعَقْله وحَزْمه وذَكائه. ويقال: إنه لم يكن لِقُرَشِيٍّ مثلُ رأْي العباس. والشِّنْشِنة: القطعة من اللحم. الجوهري: والشَّنَان، بالفتح، لغة في الشَّنَآنِ؛ قال الأَحْوَصُ: وما العَيْشُ إلا ما تَلَذُّ وتَشْتَهي، وإنْ لامَ فيه ذُو الشَّنانِ وفَنَّدا. التهذيب في ترجمة فقع: الشَّنْشَنَةُ والنَّشْنَشة حركة القِرْطاسِ والثواب الجديد.
شهن: الشاهِينُ: من سباع الطير، ليس بعربي محض.
شون: التهذيب: ابن الأَعرابي: التَّوَشُّن قلة الماء، والتَّشَوُّن خفة العقل، قال: والشَّوْنة المرأَة الحمقاء. وقال ابن بُزُرْج: قال الكلابي كان فينا رجل يَشُون الرؤوس، يريد يَفْرِجُ شُؤُونَ الرأْس ويُخْرِجُ منها دابة تكون على الدماغ؛ فترك الهمز وأَخرجه على حد يقول كقوله: قُلْتُ لِرجْلَيَّ اعْمَلا ودُوبَا فأَخرجها من دَأَبْتُ إلى دُبْتُ، كذلك أَراد الآخر شُنْتُ.
صان بعضها ببعض، ويروى: شزن، وسيجيء، والشِّجْنة، بكسر الشين: الصَّدْعُ في الجبل؛ عن اللحياني. والشاجِنَةُ: ضرب من الأَوْدية يُنْبت نباتاً حسناً، وقيل: الشَّواجِنُ والشُّجُون أَعالي الوادي، واحدها شَجْن؛ قال ابن سيده: وإِنما قلت إن واحدها شَجْن لأَن أَبا عبيدة حكى ذلك، وليس بالقياس لأَن فَعْلاً لا يكسَّر على فَواعل، لا سيما وقد وجدنا الشاجِنة، فأَنْ يكون الشَّواجِنُ جمع شاجِنَةٍ أَولى؛ قال الطرماح: كظَهرِ اللأَى لو تُبْتَغَى رِيَّةٌ به نَهاراً، لعَيَّتْ في بُطُونِ الشَّواجِنِ وكذلك روى الأَزهري عن أَبي عمرو: الشَّواجِنُ أَعالي الوادي، واحدتها شاجِنَة. وقال شِمرٌ: جمع شَجْنٍ أَشْجان. قال الأَزهري: وفي ديار ضبَّة وادٍ يقال له الشَّواجِنُ في بطنه أَطْواء كثيرة، منها لَصافِ واللِّهَابَةُ وثَبْرَةُ، ومياهُها عذبة. الجوهري: الشَّجْنُ، بالتسكين، واحدُ شُجُون الأَودية وهي طُرُقُها. والشاجِنة: واحدة الشواجِنِ، وهي أَودية كثيرة الشجر؛ وقال مالك بن خالد الخُناعي: لما رأَيتُ عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهُمْ طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلم كَفَتُّ ثَوْبيَ لا أُلْوِي على أَحَدٍ، إِني شَنِئْتُ الفَتى كالبَكْرِ يُخْتَطَمُ عَدِيٌّ: جمع عاد كغَزِيٍّ جمع غازٍ، وقوله: يَسلبُهم طَلْحُ الشَّواجن أَي لما هربوا تعلقت ثيابُهم بالطَّلْح فتركوها؛ وأَنشد ابن بري للطرماح في شاجنة للواحدة: أَمِنْ دِمَنٍ، بشاجِنَةِ الحَجُونِ، عَفَتْ منها المنازِلُ مُنْذُ حِينِ وقول الحَذْلَمِيِّ: فضارِبَ الضَّبْه وذي الشُّجُونِ يجوز أَن يعني به وادياً ذا الشُّجون، وأَن يعني به موضعاً. وشِجْنَة، بالكسر: اسم رجل، وهو شِجْنة بن عُطارِد بن عَوْف بن كَعْب بن سَعْد بن زيد مناة بن تميم؛ قال الشاعر: كَرِبُ بنُ صَفْوانَ بنِ شِجْنةَ لم يَدَعْ من دَارِمٍ أَحَداً، ولا من نَهْشَلِ.
صبن: صَبَنَ الرجلُ: خَبَأَ شيئاً كالدِّرْهم وغيره في كفه ولا يُفْطَنُ به. وصَبَنَ الساقي الكأْسَ ممن هو أَحق بها: صَرَفَها؛ وأَنشد لعمرو بن كلثوم: صَبَنْتِ الكأْسَ عَنَّا، أُمَّ عمروٍ، وكانَ الكأْسُ مَجْراها اليَمِينا. الأَصمعي: صَبَنْتَ عنا الهدية، بالصاد، تَصْبِنُ صَبْناً، وكذلك كل معروف بمعنى كَفَفْتَ، وقيل: هو إذا صرفته إلى غيره، وكذلك كَبَنْتَ وحَصَنْتَ؛ قال الأَصمعي: تأْويلُ هذا الحرْف صرفُ الهدية أَو المعروف عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم. وصَبَنَ القِدْحَيْنِ يَصْبِنهما صَبْناً: سَوَّاهما في كفه ثم ضرب بهما، وإِذا سَوَّى المُقامرُ الكَعبين في الكف ثم ضرب بهما فقد صَبَنَ. يقال: أَجِلْ ولا تَصْبِنْ. ابن الأَعرابي: الصَّبْناء كَفُّ المُقامِر إذا أَمالها ليَغْدُرَ بصاحبه، يقول له شيخ البير. وهو رئيس المُقامِرين: لا تَصْبِنْ لا تَصْبِنْ فإنه طَرَفٌ من الضَّغْو؛ قال الأَزهري: لا أَدري هو الصَّغْو أَو الضَّغْو، قال: وقيل إن الضَّغْو معروف عند المُقامرين، بالضاد، يقال: ضَغا إذا لم يَعْدِلْ. والصابون: الذي تغسل به الثياب معروف، قال ابن دريد: ليس من كلام العرب.
صتن: التهذيب: الأُمَوِيّ يقال للبخيل الصُّوْتَنُ؛ قال الأَزهري: لا أَعرفه لغيره، وهو بكسر التاء أَشبه على فُعَلِلٍ، قال: ولا أَعرف حرفاً على فُعَلَلٍ، والأُمَوِيّ صاحب نوادر.
صحن: الصَّحْنُ: ساحةُ وَسْطِ الدار، وساحةُ وَسْطِ الفَلاةِ ونحوهما من مُتُون الأَرض وسَعَةِ بُطونِها، والجمع صُحُون، لا يكسر على غير ذلك؛ قال: ومَهْمَهٍ أَغْبَرَ ذي صُحُونٍ. والصَّحْنُ: المستوي من الأَرض. والصَّحْنُ: صَحْنُ الوادي، وهو سَنَدُه وفيه شيء من إِشْرافٍ عن الأَرض، يُشْرِفُ الأَوَّلَ فالأَوَّل كأَنه مُسْنَدٌ إِسْناداً، وصَحْنُ الجَبَل وصَحْنُ الأَكمة مثله. وصُحُونُ الأَرض: دُفُوفها، وهو مُنْجَرِدٌ يَسِيلُ، وإِن لم يكن مُنْجَرِداً فليس بصَحْنٍ، وإن كان فيه شجر فليس بصَحْنٍ حتى يَسْتَويَ، قال: والأَرض المُستَوية أَيضاً مثل عَرْصَة المَِرْبَد صَحْنٌ. وقال الفراء: الصَْحْنُ والصَّرْحَة ساحة الدار وأَوسَعُها. والصَّحْنُ: شِبْهُ العُسِّ العظيم إِلا أَن فيه عِرَضاً وقُرْبَ قَعْرٍ. يقال: صَحَنْتُه إذا أَعطيته شيئاً فيه. والصَّحْنُ: العطية. يقال: صَحَنَه ديناراً أَي أَعطاه، وقيل: الصَّحْنُ القدَحُ لا بالكبير ولا بالصغير؛ قال عمرو ابن كلثوم: أَلا هُبِّي بِصَحْنِكِ فاصْبَحِينا، ولا تُبْقِنَّ خَمْر الأَنْدَرِينَا. ويروى: ولا تُبْقي خُمورَ، والجمع أَصْحُنٌ وصِحَان؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: من العِلابِ ومن الصِّحَانِ. ابن الأَعرابي: أوَّل الأَقداحِ الغُمْرُ، وهو الذي لا يُرْوِي الواحدَ، ثم القَعْب يُرْوِي الرجلَ، ثم العُسُّ يُرْوِي الرَّفْدَ، ثم الصَّحْنُ، ثم التِّبْنُ. والصَّحْنُ: باطِنُ الحافر. وصَحْنُ الأُذُن: داخلها، وقيل: مَحارَتُها. وصَحْنا أُذُني الفرس: مُتَّسَعُ مُسْتَقَرِّ داخلهما، والجمع أَصْحان. والمِصْحَنَة: إِناء نحو القَصْعة. وتَصَحَّنَ السائلُ الناسَ: سأَلهم في قصعة وغيرها. قال أَبو زيد: خرج فلان يَتَصَحَّنُ الناسَ أَي يسأَلهم، ولم يقل في قصعة ولا في غيرها. وقال أَبو عمرو: الصَّحْنُ الضرب. يقال: صَحَنَه عشرين سَوْطاً أَي ضربه. وصَحَنْتُه صَحَناتٍ أَي ضربته. الأَصمعي: الصَّحْنُ الرَّمْحُ، يقال: صَحَنَه برجله إذا رمَحَه بها؛ وأَنشد قوله يصف عَيراً وأَتانه: قَوْداءُ لا تَضْغَنُ أَو ضَغُونٌ، مُلِحَّةٌ لِنَحْرِه صَحُونُ. يقول: كلما دنا الحمار منها صَحَنْته أَي رَمَحَتْه. وناقة صَحُون أَي رَمُوح. وصَحَنْته الفرسُ صَحْناً: رَكَضَتُه برجلها. وفرس صَحُون: رامحة. وأَتانٌ صَحُون: فيها بياض وحمرة. والصَّحْنُ: طُسَيْتٌ، وهما صَحْنانِ يُضْرَبُ أَحدهما على الآخر؛ قال الراجز: سامرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِيَهْ، وصَوْتُ صَحْنَي قَيْنَةٍ مُغَنِّيَهْ وصَحَنَ بين القومِ صَحْناً: أَصلح. والصَّحْنَة، بسكون الحاء: خرزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال. اللحياني: والصِّحْناءُ، بالكسر، إدام يُتَّخذُ من السمك، يُمَدُّ ويقصر، والصِّحْناةُ أَخص منه. وقال ابن سيده: الصِّحْنا والصِّحْناةُ الصِّيرُ. الأَزهري: الصِّحْناةُ، بوزن فِعْلاة، إذا ذهبت عنها الهاء دخلها التنوين، وتجمع على الصَّحْنَا، بطرح الهاء. وحكي عن أَبي زيد: الصِّحْناة فارسية وتسميها العربُ الصِّيرَ، قال: وسأَل رجل الحسن عن الصحناة فقال: وهل يأْكل المسلمون الصِّحْناةَ؟ قال: ولم يعرفها الحسن لأَنها فارسية، ولو سأَله عن الصِّيرِ لأَجابه. وأَورد ابن الأَثير هذا الفصل وقال فيه: الصِّحْناةُ هي التي يقال لها الصِّيرُ، قال: وكلا اللفظين غير عربي.
صخن: ماء صُخْنٌ: لغة في سُخْن مضارعة.
صخدن: الصَّيْخَدُونُ: الصُّلْبة.
صدن: الصَّيْدَن: الثعلب، وقيل: من أَسماء الثعالب؛ وأَنشد الأَعشى يصف جملاً: وزَوْراً تَرَى في مِرْفَقَيْه تَجانُفاً نَبيلاً، كدُوكِ الصَّيْدَنانيِّ، تامِكا. أَي عظيم السنام. قال ابن السكيت: أَراد بالصَّيدَنانِيّ الثعلب، وقال كثير في مثله يصف ناقة: كأَنَّ خَليفَيْ زَوْرِها ورَحَاهما بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بعد صَيْدَنِ. فالصَّيْدَنُ والصَّيْدَنانيّ واحد. وأَورد الجوهري هذا البيت، بيت كثير، شاهداً على الصَّيْدَن دويبة تعمل لنفسها بيتاً في الأَرض وتُعَمّيه. قال ابن بري: الصَّيْدَنُ هنا عند الجمهور الثعلب كما أَوردناه عن العلماء. وقال ابن خالويه: لم يجيء الصَّيْدَنُ إِلا في شعر كثير يعني في هذا البيت. قال الأَصمعي: وليس بشيء. قال ابن خالويه: والصّعيْدَنُ أَيضاً نوع من الذُّباب يُطَنْطِنُ فوق العُشْب. وقال ابن حبيب: والصَّيْدَنُ البناء المُحْكَم، قال: ومنه سُمِّي المَلِك صَيْدناً لإِحكامه أَمره. قال ابن بري: والصَّيْدَنُ العطار؛ وأَنشد بيت الأَعشى: كدُوِك الصَّيْدنانيّ دَامِكا وقال عَبْدُ بني الحَسْحاس في صفة ثور: يُنَحِّي تُراباً عن مَبِيتٍ ومَكِْنِسٍ رُكاماً، كبيتِ الصَّيْدنانيِّ، دانيا. والدُّوكُ والمِدْوَكُ: حَجَرٌ يُدَقُّ به الطيب. وفي المحكم: والصَّيْدَنُ البناء المحكم والثوب المحكم. والصَّيْدَن: الكِسَاء الصَّفيق، ليس بذلك العظيم، ولكنه وثيق العَمَل. والصَّيْدَنُ والصَّيْدنانِيُّ والصَّيْدَلانِيُّ: المَلِكُ، سمي بذلك لإحكام أَمره؛ قال رُؤبة: إني إذا اسْتَغْلَقَ بابُ الصَّيْدَنِ، لم أَنْسَهُ إذ قُلْتَ يوماً وصِّني. وقال حُمَيْد بن ثور يصف صائداً وبيته: ظَلِيل كبيتِ الصَّيْدَنانِيِّ، قُضْبه من النَّبْعِ والضَّالِ السَّليمِ المُثَقَّفِ. والصَّيْدَناني: دابة تعمل لنفسها بيتاً في جوف الأَرض وتُعَمِّيه أَي تغطيه، ويقال له الصَّيْدَنُ أَيضاً. ابن الأَعرابي: يقال لدابة كثيرة الأَرجل لا تُعَدُّ أَرْجُلُها من كثرتها وهي قِصار وطِوالٌ صَيْدَنانيّ، وبه شُبِّه الصَّيْدَنانِيّ لكثرة ما عنده من الأَدوية. وقال ابن خالويه: الصَّيْدَنُ دُوَيْبَّة تَجْمَعُ عِيدَاناً من النبات فشبه به الصَّيْدَنانيّ لجمعه العقاقير. والصَّيْدانُ: قطع الفضة إذا ضُرِبَ من حَجر الفضة، واحدته صَيْدَانة. والصَّيْدانَة: أَرض غليظة صُلْبة ذات حجر دقيق. والصَّيْدانُ: بِرامُ الحجارة؛ قال أَبو ذؤيب: وسُود من الصَّيْدانِ فيها مَذانِبٌ نُضَارٌ، إذا لم يَسْتفدْها نُعارُها. والصَّيْدَانُ: الحَصَى الصغار. وحكى ابن بري عن ابن درستويه قال: الصَّيْدَنُ والصَّيْدَلُ حجارة الفضة، شبه بها حجارة العقاقير فنسب إليها الصَّيْدنانيّ والصَّيْدلانيُّ، وهو العطار. والصَّيْدَانَةُ من النساء: السيئة الخُلُق الكثيرة الكلام. والصَّيدانة: الغُول؛ وأَنشد: صَيْدَانَةٌ تُوقِدُ نارَ الجِنِّ. قال الأَزهري: الصَّيْدانُ إن جعلته فَعْلاناً. فالنون زائدة كنُون السكران والسكرانة.
صعن: الصَّعْوَنُّ، بكسر الصاد وتشديد النون: الدَّقِيقُ العُنق الصغير الرأَس من أَيّ شيء كان، وقد غلب على النّعام، والأُنثى صِعْوَنَّة. وأَصْعَنَ الرجلُ إذا صَغُر رأْسُه ونَقَصَ عقله. والاصْعِنانُ: الدِّقَّة واللَّطافة. وأُذُنٌ مُصَعَّنَة: لطيفة دَقيقة؛ قال عَدي بن زيد: له عُنُقٌ مثلُ جِذْعِ السَّحُوق، وأُذْنٌ مُصَعَّنَةٌ كالقَلَمْ. وفي التهذيب: والأُذْنُ مُصْعَنَّةٌ كالقَلَمْ.
صفن: الصَّفْنُ والصَّفَنُ والصَّفْنَة والصَّفَنَةُ: وِعاء الخُصْية. وفي الصحاح: الصَّفَنُ، بالتحريك، جلدة بيضة الإنسان، والجمع أَصْفانٌ. وصَفَنَه يَصْفِنُه صَفْناً: شق صَفَنَه. والصُّفْنُ: كالسُّفْرة بين العَيْبةِ والقِرْبة يكون فيها المتاع، وقيل: الصُّفْنُ من أَدَم كالسُّفْرة لأَهل البادية يجعلون فيها زادهم، وربما اسْتَقَوْا به الماءَ كالدَّلْوِ؛ ومنه قول أَبي دُواد: هَرَقْتُ في حَوْضِه صُفْناً ليَشْرَبه في دائِرٍ خَلَقِ الأَعْضادِ أَهْدامِ. ويقال: الصُّفْنُ هنا الماء. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لئن بقيتُ لأُسَوِّيَنَّ بين الناسِ حتى يأْتِيَ الراعِيَ حقُّه في صُفْنِه لم يَعْرَقْ فيه جَبينُه؛ أَبو عمرو: الصُّفْنُ، بالضم، خريطة يكون للراعي فيها طعامه وزِنادُه وما يحتاج إليه؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة: معه سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ صُفْنٌ، وأَخْراصٌ يَلُحْنَ، ومِسْأَبُ وقيل: هي السُّفْرة التي تجمع بالخيط، وتضم صادها وتفتح؛ وقال الفراء: هو شيء مثل الدلو أَو الرَّكْوَة يتوضأُ فيه؛ وأَنشد لأَبي صخر الهذلي يصف ماءً ورَدَه: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّهِ، خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا قال أَبو عبيد: ويمكن أَن يكون كما قال أَبو عمرو والفراء جميعاً أن يُسْتَعْمَلَ الصُّفْنُ في هذا وفي هذا، قال: وسمعت من يقول الصَّفْنُ، بفتح الصاد، والصَّفْنة أَيضاً بالتأْنيث. ابن الأَعرابي: الصَّفْنَةُ، بفتح الصاد، هي السُّفْرة التي تُجْمَع بالخيط؛ ومنه يقال: صَفَنَ ثيابَه في سَرْجه إذا جمعها. وفي الحديث: أَن النبي صلى الله عليه وسلم عَوَّذَ عليّاً حين رَكبَ وصَفَنَ ثيابَه في سَرْجه أَي جمعها فيه. أَبو عبيد: الصَّفْنَةُ كالعَيْبَة يكون فيها متاع الرجل وأَداتُه، فإِذا طرحت الهاء ضممت الصاد وقلت صُفْنٌ، والصُّفْنُ، بضم الصاد: الرَّكْوَةُ. وفي حديث عليّ، عليه السلام: الْحَقْنِي بالصُّفْنِ أَي بالرَّكْوَة. والصَّفَنُ: جلد الأُنثيين، بفتح الفاء والصاد؛ ومنه قول جرير: يَتْرُكْنَ أَصْفانَ الخُصَى جَلاجِلا. والصَّفْنَةُ: دلو صغيرة لها حَلقة واحدة، فإِذا عظمت فاسمها الصُّفْنُ، والجمع أَصْفُنٌ؛ قال: غَمَرْتُها أَصْفُناً من آجِنٍ سُدُمٍ، كأَنَّ ما ماصَ منه في الفَمِ الصَّبِرُ. عَدَّى غَمَرت إلى مفعولين لأَنها بمعنى سَقَيْتُ. والصَّافِنُ: عِرْق ينغمس في الذِّراع في عَصَبِ الوَظِيفِ. والصَّافِنانِ: عرقان في الرجلين، وقيل: شُعْبَتان في الفخذين. والصَّافِنُ: عِرْق في باطن الصلب طُولاً متصل به نِياطُ القلب، ويسمى الأَكْحل. غيره: ويسمى الأَكحلُ من البعير الصافنُ، وقيل: الأَكحلُ من الدواب الأَبْجَلُ. وقال أَبو الهيثم: الأَكْحَل والأَبْجَلُ والصافِنُ هي العروق التي تُفصد، وهي في الرِّجْلِ صافِنٌ، وفي اليد أَكْحَلُ. الجوهري: الصَّافِنُ عرق الساق. ابن شميل: الصَّافِنُ عرق ضخم في باطن الساق حتى يَدْخُلَ الفخذَ، فذلك الصافنُ. وصَفَنَ الطائرُ الحشيشَ والوَرَقَ يَصْفِنُه صَفْناً وصَفَّنَه: نَضَّدَه لِفراخه، والصَّفَنُ: ما نَضَّدَه من ذلك. الليث: كل دابة وخَلْق شِبه زُنْبُورٍ يُنَضِّدُ حولَ مَدْخَله ورَقاً أَو حشيشاً أَو نحو ذلك، ثم يُبَيِّتُ في وسطه بيتاً لنفسه أَو لِفراخه فذلك الصَّفَنُ، وفعله التَّصْفِينُ. وصَفَنَتِ الدابةُ تَصْفِنُ صُفُوناً: قامت على ثلاثٍ وثَنَتْ سُنْبُكَ يدِها الرابعَ. أَبو زيد: صَفَنَ الفرسُ إذا قام على طرف الرابعة. وفي التنزيل العزيز: إذ عُرِضَ عليه بالعَشِيِّ الصافِناتُ الجِيادُ. وصَفَنَ يَصْفِنُ صُفُوناً: صَفَّ قدميه. وخيل صُفُونٌ: كقاعد وقُعُود؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة فرس: أَلِفَ الصُّفُونَ، فلا يَزالُ كأَنه مما يَقُومُ على الثلاثِ كسيرا قوله: مما يقوم، لم يرد من قيامه وإنما أَراد من الجنس الذي يقوم على الثلاث، وجعل كسيراً حالاً من ذلك النوع الزَّمِنِ لا من الفرس المذكور في أَول البيت؛ قال الشيخ: جعل ما اسماً منكوراً. أَبو عمرو: صَفَنَ الرجلُ برجله وبَيْقَرَ بيده إذا قام على طرف حافره. ومنه حديث البَرَاءِ بن عازِبٍ: كنا إذا صَلَّيْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفَع رأْسَه من الركوع قمنا خَلْفَه صُفُوناً، وإِذا سجد تَبِعْناه، أَي واقفين قد صَفَنَّا أَقدامنا؛ قال أَبو عبيد: قوله صُفُوناً يُفَسَّرُ الصافنُ تفسيرين: فبعض الناس يقول كل صافٍّ قدميه قائماً فهو صافِنٌ، والقول الثاني أن الصَّافِنَ من الخيل الذي قد قَلَب أَحدَ حوافره وقام على ثلاث قوائم. وفي الصحاح: الصَّافِنُ من الخيل القائم على ثلاث قوائم وقد أَقام الرابعة على طرف الحافر، وقد قيل: الصافِنُ القائم على الإطلاق؛ قال الكميت: نُعَلّمُهم بها ما عَلَّمَتْنا أُبُوَّتُنا جوارِيَ، أَو صُفُونا وفي الحديث: من سَرَّه أَن يقوم له الناسُ صُفُوناً أَي واقفين. والصُّفُون: المصدر أَيضاً؛ ومنه الحديث: فلما دَنا القومُ صافَنَّاهُم أَي واقَفْناهم وقُمْنا حِذاءَهم. وفي الحديث: نهى عن صلاةِ الصَّافِنِ أَي الذي يجمع بين قدميه، وقيل: هو أَن يَثْنِيَ قدمه إلى ورائه كما يفعل الفرسُ إذا ثَنى حافره. وفي حديث مالك ابن دينار: رأَيتُ عِكْرِمَةَ يُصَلِّي وقد صَفَنَ بين قدميه. وكان ابن عباس وابن مسعود يقرآن: فاذكروا اسمَ الله عليها صَوافِنَ، بالنون، فأَما ابن عباس ففسرها مَعْقُولةً إِحْدى يَدَيْها على ثلاث قوائم، والبعير إذا نحر فعل به ذلك، وأَما ابن مسعود فقال: يعني قِياماً. وقال الفراء: رأَيت العرب تجعل الصَّافِنَ القائمَ على ثلاث وعلى غير ثلاث، قال: وأَشعارهم تدل على أَن الصُّفُونَ القيامُ خاصة؛ وأَنشد: وقامَ المَها يُقْفِلْنَ كُلَّ مُكَبَّلٍ، كما رُصَّ أَيْقا مُذْهَبِ اللَّوْنِ صافِنِ. المَها: البقر يعني النساء، والمُكَبَّلُ: أَراد الهودج، يُقْفِلْنَ: يَسْدُدْنَ، كما رُصَّ: كما قُيِّد وأُلْزِق، والأَيْقُ: الرُّسْغُ، مُذْهَبِ اللون: أَراد فرساً يعلوه صُفْرَة، صافِن: قائم على ثلاث قوائم، قال: وأَما الصَّائِنُ فهو القائم على طرف حافره من الحَفا، والعرب تقول لجمع الصافِنِ صَوافِن وصافِنَات وصُفُونٌ. وتَصَافَنَ القومُ الماءَ إذا كانوا في سفر فقلَّ عندهم فاقتسموه على الحَصاةِ. أَبو عمرو: تَصَافَنَ القومُ تَصَافُناً، وذلك إذا كانوا في سفر ولا ماء معهم ولا شيء، يقتسمونه على حَصاةٍ يُلْقونها في الإِناء، يُصَبُّ فيه من الماء بقدر ما يَغْمُر الحصاة فيعطاه كل رجل منهم؛ وقال الفرزدق: فلما تَصَافَنَّا الإدَاوةَ، أَجْهَشَتْ إليَّ غُضُونُ العَنْبَرِيِّ الجُراضِمِ الجوهري: تَصَافَنَ القومُ الماء اقتسموه بالحِصَص، وذلك إِنما يكون بالمَقْلَةِ تَسْقي الرجلَ قدر ما يَغْمُرها، فإِن كانت من ذهب أَو فضة فهي البَلَدُ. وصُفَيْنة: قرية كثيرة النخل غَنَّاءُ في سَوادِ الحَرَّةِ؛ قالت الخَنْساء: طَرَقَ النَّعِيُّ على صُفَيْنَةَ غُدْوَةً، ونَعَى المُعَمَّمَ من بَني عَمْرِو. أَبو عمرو: الصَّفْنُ والصَّفْنة الشَّقْشِقَة. وصِفِّينُ: موضع كانت به وقعة بين علي، عليه السلام، ومعاوية، رضي الله عنه، قال ابن بري: وحقه أَن يذكر في باب الفاء في ترجمة صفف، لأَن نونه زائدة بدليل قولهم صِفُّون، فيمن أَعربه بالحروف. وفي حديث أَبي وائل: شَهِدْتُ صِفِّينَ وبِئْسَتِ الصِّفُّونَ، وفيها وفي أَمثالها لغتان: إِحداهما إِجراء الإعراب على ما قبل النون وتركها مفتوحة كجمع السلامة كما قال أَبو وائل، والثانية أن تجعل النون حرف الإِعراب وتقرّ الياء بحالها فنقول: هذه صِفِّينُ ورأَيت صِفِّينَ ومررت بصفِّينَ، وكذلك تقول في قِنَّسْرِينَ وفِلَسْطِينَ ويَبْرِينَ.
صنن: المُصِنُّ: الشامخ بأَنفه تكبراً أَو غضباً؛ قال: قد أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ، ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ. ابن السكيت: المُصِنُّ الرافع رأْسه تكبراً؛ وأَنشد لمُدْرِكِ بن حِصْنٍ: يا كَرَوَاناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا، فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فلما شَنّا بلَّ الذُّنابي عَبَساً مُبِنَّا أَإِبِلِي تأْكلُها مُصِنَّا، خافِضَ سِنٍّ ومُشِيلاً سِنَّا؟ أَبو عمرو: أَتانا فلان مُصِنّاً بأَنفه إذا رفع أَنفه من العَظَمة. وأَصَنَّ إذا شمخ بأَنفه تكبراً. ومنه قولهم: أَصَنَّتِ الناقةُ إذا حملت فاستكبرت على الفحل. الأَصمعي: فلان مُصِنٌّ غضباً أَي ممتلئ غضباً. وأَصَنَّتِ الناقةُ: مَخِضَتْ فوقع رجل الولد في صَلاها. التهذيب: وإذا تأَخر ولد الناقة حتى يقع في الصَّلا فهو مُصِنٌّ، وهن مُصِنَّات ومَصَانُّ. ابن شميل: المُصِنُّ من النُّوق التي يَدْفَعُ وَلَدُها بكُراعة وأَنفه في دُبرها إذا نَشِبَ في بطنها ودَنا نَتاجُها. وقد أَصنَّتْ إذا دفَع ولدُها برأْسه في خَوْرانها. قال أَبو عبيدة: إذا دنا نَتاج الفرس وارْتَكَضَ ولدها وتحرّك في صَلاها فهي حينئذ مُصِنَّة وقد أَصَنَّتِ الفَرَسُ، وربما وَقَعَ السَّقْيُ في بعض حركته حتى يُرَى سَوادُه من ظَبْيَتِها، والسَّقْيُ طرف السَّابياء، قال: وقَلَّما تكون الفرس مُصِنَّة إذا كانت مُذْكِراً تلد الذكور. وأَصَنَّتِ المرأَةُ وهي مُصِنٌّ: عَجُزَتْ وفيها بقية. الصَّنُّ، بالفتح: زَبِيلٌ كبير مثل السَّلَّةِ المُطْبَقَة يجعل فيها الطعام والخُبْز. وفي الحديث: فأُتي بِعَرَقٍ، يعني الصِّنَّ. والصِّنُّ، بالكسر: بول الوَبْرِ يُخَثَّرُ للأَدْوية، وهو مُنْتِنٌ جدّاً؛ قال جرير: تَطَلَّى، وهي سَيئَةُ المُعَرَّى، بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابَا وصِنٌّ: يومٌ من أَيام العجوز، وقيل: هو أَول أَيامها، وذكره الأَزهري والجوهري مُعَرِّفاً فقالا: والصِّنُّ؛ وأَنشد: فإِذا انْقَضَتْ أَيامُ شَهْلَتِنا: صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مع الوَبْرِ ابن بري عن ابن خالويه قال: المُصِنُّ في كلام العرب سبعة أَشياء: المُصِنُّ الحية إذا عَضَّ قَتَلَ مكانَه، تقول العرب رماه الله بالمُصِنّ المُسْكِتِ، والمُصِنُّ المتكبر، والمُصِنُّ المُنْتِن، أَصَنَّ اللحمُ أَنْتَنَ، والمُصِنُّ الذي له صُنان؛ قال جرير: لا تُوعدُوني يا بَنِي المُصِنَّه. أَي المنتنة الريح من الصُّنانِ، والمُصِنُّ الساكت، والمُصِنُّ الممتلئ غضباً، والمُصِنُّ الشامخ بأَنفه. والصُّنَان: ريح الذَّفَر، وقيل: هي الريح الطيبة؛ قال: يا رِيَّها، وقد بدا صُناني، كأَنني جاني عَبَيْثَرانِ وصَنَّ اللحمُ: كصَلَّ، إما لغة وإما بدل. وأَصَنَّ إذا سكت، فهو مُصِنٌّ ساكت. وعن عطية بن قيس الكُلاعِي: أَن أَبا الدرداءِ كان يدخل الحمام فيقول نعم البيتُ الحمامُ يَذْهَبُ بالصِّنَّة ويُذَكِّرُ النارَ؛ قال أَبو منصور: أَراد بالصِّنَّة الصُّنان، وهو رائحة المَغَابِنِ ومَعاطِفِ الجسم إذا فسد وتغير فعُولِجَ بالمَرْتَك وما أَشبهه. نُصَيْرٌ الرازي: ويقال للتَّيْسِ إذا هاج قد أَصَنَّ، فهو مُصِنٌّ، وصُنانه ريحه عند هِيَاجِه. والصُّنَانُ: ذَفَرُ الإِبِطِ. وأَصَنَّ الرجلُ: صار له صُنَان. ويقال للبَغْلة إذا أَمسكتها في يدك فأَنتنت: قد أَصَنَّتْ. ويقال للرجل المُطِيخ المُخْفِي كلامه: مُصِنٌّ. والصِّنِّينُ: بلد: قال: ليتَ شِعْرِي متى تَخُبُّ بيَ النا قةُ بين العُذَيْبِ فالصِّنِّينِ؟
صون: الصَّوْنُ: أَن تَقِيَ شيئاً أَو ثوباً، وصانَ الشيءَ صَوْناً وصِيانَةً وصِيَاناً واصْطانه؛ قال أُمية ابن أَبي عائذ الهذلي: أَبْلِغْ إِياساً أَنَّ عِرْضَ ابنِ أُخْتِكُمْ رِداؤُكَ، فاصْطَنْ حُسْنَه أَو تَبَذَّلِ أَراد: فاصْطَنْ حَسَنه، فوضع المصدر موضع الصفة. ويقال: صُنْتُ الشيءَ أَصُونه، ولا تقل أَصَنْتُه، فهو مَصُون، ولا تقل مُصانٌ. وقال الشافعي، رضي الله عنه: بِذْلَةُ كلامِنا صَوْنُ غَيْرِنا. وجعلتُ الثَّوْبَ في صُوَانه وصِوَانه، بالضم والكسر، وصِيَانه أَيضاً: وهو وعاؤه الذي يُصان فيه. ابن الأَعرابي: الصَّوْنَةُ العَتِيدَة. وثوب مَصُونٌ، على النقص، ومَصْـوُون، على التمام؛ الأَخيرة نادرة، وهي تميمية، وصَوْنٌ وَصْفٌ بالمصدر. والصِّوَانُ والصُّوانُ: ما صُنْتَ به الشيء. والصِّينَةُ: الصَّوْنُ، يقال: هذه ثياب الصِّينَةِ أَي الصَّوْنِ. وصَانَ عِرْضَه صِيَانة وصَوْناً، على المَثل؛ قال أَوْس بن حَجَر: فإِنا رَأَيْنَا العِرْضَ أَحْوَجَ، ساعةً، إلى الصَّوْنِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ وقد تَصَاوَنَ الرجلُ وتَصَوَّنَ؛ الأَخيرة عن ابن جني، والحُرُّ يَصُونُ عِرْضَه كما يَصُونُ الإِنسان ثوبه. وصَانَ الفرسُ عَدْوَه وجَرْيَه صَوْناً: ذَخَرَ منه ذَخيرة لأَوانِ الحاجةِ إليه؛ قال لبيد: يُراوِحُ بين صَوْنٍ وابْتذالِ أَي يَصُونُ جَرْيه مرة فيُبْقِي منه، ويَبْتَذِلُه مرة فيَجْتهدُ فيه. وصَانَ صَوْناً: ظَلَعَ ظَلْعاً شديداً؛ قال النابغة: فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْم شُعْثاً، يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإ التُّؤَامِ وقال الجوهري في هذا البيت: لم يعرفه الأَصمعي، وقال غيره: يُبْقِين بعضَ المَشْيِ، وقال: يَتَوَجيْنَ من حَفاً. وذكر ابن بري: صانَ الفَرَسُ يَصُونُ صَوْناً إذا ظَلَعَ ظَلْعاً خفيفاً، فمعنى يَصُنَّ المَشْي أَي يَظْلَعْنَ وَيَتَوَجَّيْنَ من التعب. وصانَ الفرسُ يَصُونُ صَوْناً: صَفَّ بين رجليه، وقيل: قام على طرف حافره؛ قال النابغة: وما حاوَلْتُما بقيادِ خَيْل، يَصُونُ الوَرْدُ فيها والكُمَيْتُ أَبو عبيد: الصائن من الخيل القائم على طرف حافره من الحَفَا أَو الوَجَى، وأَما الصائم فهو القائم على قوائمه الأَربع من غير حَفاً. والصَّوَّانُ، بالتشديد: حجارة يُقْدَحُ بها، وقيل: هي حجارة سُود ليست بصلبة، واحدتها صَوَّانة. الأَزهري: الصَّوَّان حجارة صُلْبة إذا مسته النار فَقَّع تَفْقِيعاً وتشقق، وربما كان قَدَّاحاً تُقْتَدَحُ به النار، ولا يصلح للنُّورَةِ ولا للرِّضافِ؛ قال النابغة: بَرَى وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِها، فهُنَّ لِطافٌ كالصِّعَادِ الذَّوابِلِ.
صين: الصين: بلد معروف. والصَّواني: الأَواني منسوبة إليه، وإليه ينسب الدار صيني، ودار صِيني. وصِينين: عِقِّيرٌ معروف.
ضأن: الضّائنُ من الغنم: ذو الصوفِ، ويُوصَفُ به فيقال: كَبْش ضائنٌ، والأُنثى ضائنة. والضّائنُ: خلافُ الماعز، والجمع الضّأْنُ والضّأَنُ مثل المَعْزِ والمَعَزِ. والضَّئِينُ والضِّئينُ: تميمية. والضَّيْن والضِّينُ، غير مهموزين؛ عن ابن الأَعرابي: كلها أَسماء لجمعهما، فالضأن كالرَّكْب، والضَّأَنُ كالقَعَد، والضَّئِين كالغَزِيّ والقَطِين، والضِّئِين داخل على الضِّئِين، أَتبعوا الكسر الكسر، يطرد هذا في جميع حروف الحلق إذا كان المثال فَعِلاَ أَو فَعِيلاَ، وأَما الضِّينُ والضَّيْنُ فشاذ نادر، لأَن ضائناً صحيح مهموز، والضِّين والضَّين معتلّ غير مهموز، وقد حكي في جمع الضّأْنِ أَضْؤُنٌ؛ وقوله أَنشده يعقوب في المبقلوب: إذا ما دَعا نَعْمانُ آضُنَ سالِمٍ، عَلَنَّ، وإن كانت مَذانِبُه حُمْرَا. أَراد: أَضْؤُناً، فقلب، ودُعاؤه أَن يكثر الحشيش فيه فيصير فيه الذُّبابُ، فإِذا تَرَنَّم سمع الرِّعاءُ صوْتَه فعلموا أَن هناك رَوْضة فساقوا إِبلهم ومواشيهم إليها فَرَعَوْا منها، فذلك دُعاء نَعْمَانَ إياهم. قال أَبو الهيثم: جمع الضائن ضَأَنٌ، كما يقال ماعِزٌ ومَعَز، وخادِم وخَدَم، وغائب وغَيَب، وحارس وحَرَس، وناهِل ونَهَلٌ. قال: والضّانُ أَصله ضَأْن، فخفف. والضّأْنُ: جمع الضائن، ويُجْمَع الضَّئِينَ، والأُنثى ضائنة، والجمع ضَوائن. وفي حديث شَقيق: مَثَلُ قُرّاءِ هذا الزمان كَمَثل غَنَمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوف عِجاف؛ الضوائن جمع ضائنة وهي الشاة من الغنم خلاف المعز. ومِعْزَى ضِئْنيَّةٌ: تأْلف الضّأْنَ، وسِقاءٌ ضِئْنِيٌّ على ذلك اللفظ إِذا كان من مَسْكِ ضائنةٍ وكان واسعاً، وكل ذلك من نادر معدول النسب؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إذا ما مَشَى وَرْدانُ واهْتَزَّتِ اسْتُه، كما اهْتَزَّ ضِئْنِيٌُّ لفَرْعاء يُؤْدَلُ. عنى بالضِّئْنِيِّ هذا النوع من الأَسْقية. التهذيب: الضِّئْنيّ السقاء الذي يُمْخَضُ به الرائب، يسمى ضِئْنِيّاً إذا كان ضَخْماً من جلد الضّأْن؛ قال حُميد: وجاءتْ بضِئْنِيٍّ، كأَنَّ دَوِيّهُ تَرَنُّمُ رَعْدٍ جاوَبَتْه الرَّواعِدُ. وأَضْأَنَ القومُ: كثرَ ضأْنهم. ويقال: اضْأَنْ ضأْنك وامْعَزْ مَعَزَك أَي اعْزِلْ ذا من ذا. وقد ضأَنْتُها أَي عزَلْتها. ورجل ضائنٌ إذا كان ضعيفاً، ورجل ماعِزٌ إذا كان حازماً مانعاً ما وراءه. ورجل ضائنٌ: لَيِّنٌ كأَنه نعجة، وقيل: هو الذي لا يزال حسن الجسم مع قلة طُعْمٍ، وقيل: هو اللَّيِّنُ البطن المُسْترْخِية. ويقال: رملة ضائنةٌ، وهي البيضاء العريضة؛ وقال الجَعْدِي: إلى نَعّجٍ من ضائِنِ الرَّمْلِ أَعْفَرَا
وفي حديث أَبي هريرة: قال له أَبانُ بن سعيد وَبْرٌ تدَلَّى من رأْسِ ضالٍ؛ ضالٌ، بالتخفيف: مكان أَو جبل بعينه، يريد به تَوْهِينَ أَمره وتحقير قدره، ويروى بالنون، وهو أَيضاً جبل في أَرض دَوْسٍ، وقيل: أَراد به الضأْن من الغنم، فتكون أَلفه همزة.
ضبن: الضِّبْنُ: الإِبْطُ وما يليه. وقيل: الضِّبْنُ، بالكسر، ما بين الإِبط والكَشْح، وقيل: ما تحت الإِبط والكَشْح، وقيل: ما بين الخاصرة ورأْس الورك، وقيل: أَعلى الجَنْب. وضَبَنَ الرجلَ وغيره يَضْبُنُه ضَبْناً: جعله فوق ضِبْنِه. واضْطَبَنَ الشيءَ: حمله في ضِبْنِه أَو عليه، وربما أَخذه بيده فرفعه إلى فُوَيْقِ سُرَّته، قال: فأَوّل الحَمْلِ الأَبْطُ ثم الضَّبْنُ ثم الحَضْنُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للكميت: لما تفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِه، آواه في ضِبْنِ مَضْبُوٍّ به نَصَبُ. قال ابن الأَعرابي: أَي تفَلَّق عن فرخ الظليم قَيْضُ بيضته آواه الظليمُ ضِبْنَ جناحه. وضَبَأَ الظليمُ على فرخه إذا جَثَمَ عليه؛ وقال غيره: ضِبْنه الذي يكون فيه؛ وقال: ثم اضْطَبَنْتُ سلاحي تحت مَغْرضِها، ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيفِ إذا شَسَفَا أَي احتَضَنْتُ سلاحي. وأَضْبَنْتُ الشيءَ واضْطبَنتُه: جعلته في ضِبْني. أَبو عبيد: أَخذه تحت ضِبْنِه إذا أَخذه تحت حِضْنِه. وفي الحديث: فدعا بمِيضأَة فجعلها في ضِبْنِه أَي حِضْنه. وفي حديث عمر، رضي الله تعالى عنه: أَن الكعبة تَفِيءُ على دار فلان بالغَداة وتَفيءُ على الكعبة بالعَشِيِّ، وكان يقال لها رَضِيعة الكعبة، فقال: إن داركم قد ضَبَنتِ الكعبةَ ولا بُدَّ لي من هَدْمها أَي أَنها لما صارت الكعبة في فَيْئها بالعَشِيِّ كانت كأَنها قد ضَبَنَتْها، كما يَحْمِل الإنسانُ الشيءَ في ضِبْنه. وأَخذَ في ضِبْنٍ من الطريق أَي في ناحية منه؛ وأَنشد: فجاءَ بخُبْزٍ دَسَّه تحتَ ضِبْنِه، كما دَسَّ راعي الذَّوْدِ في حِضْنِه وَطبَا وقال أَوس: أُحَيْمِرَ جَعْداً عليه النُّسُو رُ، في ضِبْنِه ثعلبٌ مُنْكَسِرْ أَي في جَنْبه. وفي حديث ابن عمر: يقول القبرُ يا ابنَ آدم قد حُدِّرتَ ضِيقي ونَتْني وضِبْني أَي جنبي وناحيتي، وجمع الضِّبْن أَضبان؛ ومنه حديث شُمَيط: لا يَدْعُوني والخطايا بين أَضبانهم أَي يَحْمِلون الأَوزار على جُنُوبهم، ويروى بالثاء المثلثة، وهو مذكور في موضعه. وفلان في ضِبن فلان وضَبينته أَي ناحيته وكنَفِه. والضُّبْنة: أَهل الرجل لأَنه يَضْبِنُها في كنَفِه، معناه يُعانقها؛ وفي التهذيب: لأَنه يَضْطَبِنُها في كنَفِه. وضَبِنَهُ الرجل: حَشَمُه. وعليه ضِبْنةٌ من عيال، بكسر الضاد وسكون الباء، أَي جماعة. ابن الأَعرابي: ضُبْنة الرجل وضَبْنَتُه وضَبِنَتُه خاصَّتُه وبِطانَتُه وزافِرَتُه، وكذلك ظاهِرَته وظِهارتُه. قال الفراء: نحن في ضُبْنه وفي حَريمه وظِلِّه وذِمَّتِه وخُفارته وخْفْرته وذَراه وحِماه وكَنَفِه وكَنَفَتِه بمعنى واحد. وفي حديث ابن عباس: أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر قال اللهم إني أَعوذ بك من الضِبُّنْة في السَّفَر والكآبة في المُنْقَلَب، اللهم اقْبِضْ لنا الأَرضَ وهَوِّنْ علينا السَّفَر، اللهم أَنت الصاحبُ في السَّفر والخليفةُ في الأَهل؛ الضُِّبْنةُ: ما تحت يَدِك من مالٍ وعيالٍ تهتم به ومن تلزمك نفقته، سُمُّوا ضُبْنةً لأَنهم في ضِبنَ من يَعُولهم، تَعَوَّذَ بالله من الضِّبْنة كثرة العيال والحَشَم في مَظِنَّة الحاجة، وهو السفر، وقيل: تَعوَّذ من صُحْبة من لا غَناء فيه ولا كِفاية من الرِّفاق، إنما هو كَلٌّ وعِيالٌ على من يُرافِقُه. وضِبْنةُ الرجل: خاصته وبِطانتُه وعياله، وكذلك الضَّبِنة، بفتح الضاد وكسر الباء. والضَّبَنُ: الوَكْسُ؛ قال نوح بن جرير: وهو إلى الخَيراتِ مُنْبَتُّ القَرَنْ، يَجْري إليه اسابِقاً لا ذا ضَبن والضَّبْنةُ: الزَّمانة. ورجل ضَبِنٌ: زَمِنٌ. وقد أَضْبَنَه الداء: أَزمنه؛ قال طُرَيْحٌ: وُلاةٌ حُماة، يَحْسِمُ اللهُ ذو القُوَى بهم كُلَّ داءٍ يُضْبِنُ الدِّينَ مُعْضِلِ والمضْبُون: الزَّمِنُ، ويشبه قلب الباء من الميم. وضَبَنَه يَضْبِنُه ضَبْناً: ضربه بسيف أَو عصا أَو حَجَر فقطع يده أَو رجله أَو فقأَ عينه. قال اللحياني: وحكى لي رجل من بني سعد عن أَبي هِلال ضَبَنْت عنا هَدِيَّتَك وعادَتك أَو ما كان من معروف تَضْبِنها ضَبْناً كَصَبَنْتَها، والصاد أَعلى، وهو قول الأَصمعي. قال: وحقيقة هذا صَرَفْتَ هديَّتَك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم، وفي النوادر: ماء ضَبْنٌ ومَضْبون ولَزْنٌ ومَلزون ولَزِنٌ وضَبِنٌ إذا كان مَشْفوهاً لا فضل فيه. ومكان ضَبْن أَي ضيق. وضَبِينةُ: اسم. وبنو ضابِنٍ وبنو مُضابِنِ: حيَّان. قال ابن بري: ضَبِينةُ حيّ من قيس؛ وأَنشد سيبويه للبيد: فَلَتَصْلُقَنَّ بني ضَبِينةَ صَلْقةً تُلْصِقْنَهُمْ بخَوالِفِ الأَطنابِ. وذكر الأَزهري في هذه الترجمة: الضَّوْبانُ الجَمل المُسنّ القوي، ومنهم من يقول ضُوبانُ. قال أَبو منصور: من قال ضُوبان جعله من ضابَ يَضُوبُ.
ضجن: الضَّجَنُ، بالجيم: جبل معروف؛ قال الأََعشى: وطالَ السَّنامُ على جِبْلَةٍ، كخَلْقاءَ من هَضَبات الضَّجَنْ وكذلك قول ابن مقبل: في نِسْوةٍ من بني دَهْيٍ مُصَعِّدةٍ، أَو من قَنَانٍ تَؤُمُّ السَّيْرَ للضَّجَنِ. قال: والحاء تصحيف. وضَجْنانُ: جُبَيْل بناحية مكة. قال الأَزهري: أَما ضَجَنَ فلم أَسمع فيه شيئاًغير جبل بناحية تهامة يقال له ضَجْنانٌ. وروي في حديث عمر، رضي الله تعالى عنه: أَنه أَقبل حتى إذا كان بضَجْنانَ؛ قال: هو موضع أَو جبل بين مكة والمدينة، قال: ولست أَدري مما أُخِذَ.
ضحن: الضَّحَنُ: اسم بلد؛ قال ابن مقبل: في نسوةٍ من بني دَهْيٍ مُصَعِّدة، أَو من قَنانٍ تَؤُمُّ السيرَ للضَّحَن. وقد تقدم في ترجمة ضجن، بالجيم المعجمة، ما اختلف فيه من ذلك.
ضدن: ضَدَنْتُ الشيءَ أَضْدِنُه ضَدْناً: سَهَّلْتُه وأَصلحته، لغة يمانية، وضَدَنَى، على مثال جَمَزى: موضع.
ضزن: الضَّيْزَنُ: النِّخاسُ، والضَّيْزَنُ: الشريك، وقيل: الشريك في المرأَة. والضَّيْزَنُ: الذي يزاحم أَباه في امرأَته؛ قال أَوس بن حجر: والفارِسيَّةُ فيهم غيرُ مُنكَرةٍ، فكُلُّهم لأَبيه ضَيْزَنٌ سَلِفُ. يقول: هم مثل المجوس يتزوَّج الرجل منهم امرأَة أَبيه وامرأَة ابنه. والضَّيْزَنُ أَيضاً: ولد الرجل وعياله وشركاؤه، وكذلك كل من زاحم رجلاً من أَمر فهو ضَيْزَنٌ، والجمع الضَّيازِنُ. ابن الأَعرابي: الضَّيزَنُ الذي يتزوَّجُ امرأَة أَبيه إذا طلقها أَو مات عنها. والضَّيزَنُ: خَدُّ بَكَرةِ السَّقْيِ التي سائبها ههنا وههنا. ويقال للنِّخاس الذي يُنْخَس به البَكَرةُ إذا اتسع خَرْقُها: الضَّيزَنُ؛ وأَنشد: على دَمُوكٍ تَرْكَبُ الضَّيازِنا وقال أَبو عمرو: الضَّيْزَنُ يكون بين قَبِّ البَكرة والساعِد، والساعدُ خشبة تعلق عليها البكرة، وقال أَبو عبيدة: يقال للفرس إذا كان لم يتَبطَّنِ الإناث ولم يَنْزُ قطُّ الضَّيزانُ. والضَّيزَان: السَّلِفان. والضَّيزَن: الذي يزاحمك عند الاستقاء في البئر. وفي المحكم: الضَّيزَنُ الذي يُزاحم على الحوض؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إن شَرِيبَيْكَ لَضَيْزنانِهْ، وعن إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِهْ، خالفْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِهْ. وقيل: الضَّيْزَنانِ المُستَقيان من بئر واحدة، وهو من التزاحُم. وقال اللحياني: كل رجل زاحَمَ رجلاً فهو ضَيْزَنٌ له. والضَّيْزَنُ: الساقي الجَلْدُ. والضَّيْزَنُ: الحافظ الثقة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: بعث بعامل ثم عَزَله فانصرف إلى منزله بلا شيء، فقالت له امرأَته: أَينَ مَرافِقُ العَمَل؟ فقال لها: كان معي ضَيْزنانِ يحفظان ويعلمان؛ يعني الملكين الكاتبين، أَرْضَى أَهلَه بهذا القول وعَرَّضَ بالملكين، وهو من معاريض الكلام ومحاسنه، والياء في الضَّيْزَن زائدة. والضَّيْزنُ: ضدّ الشيء: قال: في كلِّ يومٍ لك ضَيْزَنانِ. وضَيْزَنُ: اسم صنم، والضَّيْزَنانِ: صَنمانِ للمُنْذِر الأَكبر كان اتخذهما بباب الحِيرَة ليسجد لهما من دخل الحيرة امْتِحاناً للطاعة. والضَّيْزنُ: الذي يسميه أَهل العراق البُنْدارَ، يكون مع عامل الخَراج. وحكى اللحياني: جعلته ضَيْزَناً عليه أَي بُنْدَاراً عليه، قال: وأَرسلته مُضْغِطاً عليه، وأَهل مكة والمدينة يقولون: أَرسلته ضاغِطاً عليه.
ضطن: التهذيب: الليث الضَّيطَنُ والضَّيْطَانُ الذي يُحَرِّكُ مَنْكِبَيْه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم. يقال: ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً وضِيْطاناً إذا مَشَى تلك المِشْية؛ قال أَبو منصور: هذا حرف مُرِيبٌ. والذي نعرفه ما روى أَبو عبيد عن أَبي زيد: الضَّيَطَانُ، بتحريك الياء، أَن يحرَّك منكبيه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم؛ قال أبو منصور: وهذا من ضَاط يَضِيطُ ضَيَطَاناً، والنون من الضَّيَطَانِ نون فَعَلان كما يقال من هَامَ يهيمُ هَيَمَاناً، وأَما قول الليث ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً إذا مشى تلك المشية فغير محفوظ.
ضغن: الضِّغْنُ والضَّغَنُ: الحِقْد، والجمع أَضْغانٌ، وكذلك الضَّغينَةُ، وجَمْعُها الضَّغائن؛ ومنه حديث العباس: إِنا لنَعْرفُ الضَّغَائن في وُجُوه أَقوام. ويقال: سَلَلْتُ ضِغْنَ فلان وضَغِينَتَه إذا طلبت مَرْضاته. وفي الحديث: فتكون دِماء في عَمْيَاءَ في غير ضَغِينة وحملِ سلاح؛ الضِّغْنُ: الحقد والعداوة والبغضاء. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَيما قوم شهدوا على رجل بحَدٍّ ولم يكن بحضرة صاحب الحَدِّ فإِنما شهدوا عن ضِغْنٍ أَي حقد وعداوة، يريد فيما كان بين الله وبين العباد كالزنا والشرب ونحوهما؛ وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي: بَلْ أَيُّها المُحْتَمِل الضَّغِينَا، إنك زَحَّارٌ لنا كِثِينَا، إنَّ القَرِينَ يُورِدُ القَرِينا فقد يكون الضَّغِينُ جمع ضَغِينة كشَعِير وشَعِيرة، وقد يجوز أَن يكون حذف الهاء لضرورة الرَّوِيّ، فإنَّ ذلك كثير، قال: وعسى أَن يكون الضَّغينُ والضَّغِينة من باب حُقٍّ وحُقَّةٍ وبَياضٍ وبَياضَةٍ، فيكون الضَّغِينُ والضَّغِينة لغتين بمعنى. وقد ضَغِنَ عليه، بالكسر، ضِغْناً وضَغَناً واضْطَغَنَ. وقال الله عزَّ وجل: إِن يسأَلْكُموها فيُحْفِكم؛ أَي يَجْهَدْكم ويُخْرِجْ أَضْغانكم؛ قال الفراء: أَي يخرج ذلك البخلُ عَداوتَكم ويكون ويُخْرِجِ الله أَضْغانَكم؛ وأَحْفيتُ الرجلَ: أَجْهَدْته. واضْطَغَنَ فلانٌ على فلان ضَغِينةً إذا اضْطَمَوها. أَبو زيد: ضَغِنَ الرجلُ يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً إذا وَغِرَ صَدْرُه ودَوِيَ. وامرأَة ذات ضِغْنٍ على زوجها إذا أَبغضته. وضَغِنُوا عليه: مالوا عليه واعتمدوه بالجَوْر. وتَضَاغَنَ القوم واضْطَغَنُوا: انْطَوَوْا على الأَحْقاد. وضِغْني إلى فلان أَي مَيْلي إليه. وضِغْنُ الدَّابة: عَسَرُه والتواؤُه؛ قال بِشْر بن أَبي خازم: فإِنَّك، والشَّكاةَ من آلِ لأْمٍ، كذاتِ الضِّغْنِ تَمشي في الرِّفاقِ. وقال الشاعر: والضِّغْنُ من تتابُعِ الأَسْواطِ وفرسٌ ضاغِنٌ وضَغِنٌ: لا يُعْطِي كلَّ ما عنده من الجَرْيِ حتى يُضْرَبَ؛ قال الشَّمَّاخُ: أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَة دَرْأَها، كما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ. والطريدة: قَصَبةٌ فيها ثلاثُ فُرُوضٍ تُبْرى بها المَغازلُ وغيرها. أَبو عبيدة: فرس ضَغُون، الذكر والأُنثى فيه سواء، وهو الذي يجري كأَنما يرجع القهقري. وفي حديث عمر: والرجلُ يكون في دابته الضِّغْنُ فَيُقَوِّمُها جُهْدَه ويكون في نفسه الضِّغْنُ فلا يُقَوِّمُها؛ الضِّغْن في الدابة: هو أَن تكون عَسِرَة الانقياد، وإذا قيل في الناقة هي ذاتُ ضِغْن فإِنما يُراد نِزاعها إلى وطنها. ودابة ضَغِنَة: نازعة إلى وطنها، وقد ضَغِنَتْ ضِغْناً وضَغْناً، وكذلك البعير، وربما استعير ذلك في الإنسان؛ قال: تُعارِضُ أَسْماءُ الرِّفاقَ عَشِيَّةً، تُسائلُ عن ضِغْنِ النساء النَّواكِحِ. وضَغِنَ إليه: نَزَع إليه وأَراده. قال الخليل: يقال للنّحُوصِ إذا وَحِمَتْ فاسْتَصْعَبَتْ على الجَأْبِ: إِنها ذاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ. ابن الأَعرابي: ضَغِنْتُ إلى فلان مِلْت إليه كما يَضْغَنُ البعير إلى وطنه. وضَغِنَ إلى الدنيا، بالكسر: رَكَنَ ومال إليها؛ قال الشاعر: إنَّ الذين إلى لَذَّاتِها ضَغِنُوا، وكان فيها لهم عيشٌ ومُرْتَفَقُ وضَغِنَ فلانٌ إلى الصلح إذا مال إليه. والاضْطِغانُ: الاشتمال. والاضْطِغانُ: أَخذ الشيءِ تحت حِضْنِك، تقول منه: اضْطَغَنْتُ الشيءَ؛ وأَنشد الأَحمر للعامرية: لقد رأَيت رجلاً دُهْرياً، يَمْشي وراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا، كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّاً. أَي حامله في حجره. والدُّهْري: منسوب إلى بني دَهْرٍ بطن من كلاب، والسَّيْتَهِيُّ: الذي يتخلف خلف القوم؛ وقال ابن مقبل: إذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِي عند مَغْرِضِها، ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إذ شَسَفا. وقيل: هو أَن يُدْخل الثوبَ من تحت يده اليمنى وطرفه الآخر من تحت يده اليسرى، ثم يضمهما بيده اليسرى، وقيل: هو التَّثَبُّنُ: التهذيب: الاضطِغانُ الدَّوْكُ بالكَلْكَلِ؛ وأَنشد: وأَضْطَغِنُ الأَقوامَ، حتى كأَنهم ضَغابيسُ تشْكُو الهَمَّ تحت لَبانِيَا. قال أَبو منصور: هذا التفسير للاضْطِغانِ خطأٌ، والصواب ما حكى أبو عبيد عن الأَحمر أَن الاضطِغانَ الاشتمال؛ وأَنشد: كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّا وفي النوادر: هذا ضِغْنُ الجَبَل وإِبْطُه. وقَناةٌ ضَغِنَة أَي عوجاء. والضَّغَنُ: العَوَجُ؛ وأَنشد: إنَّ قناتي من صَلِيبات القَنا، ما زادَها التَّثْقِيفُ إلا ضَغَنا.
ضفن: ضَفَن إلى القوم يَضْفِنُ ضَفْناً إذا جاء إليهم حتى يجلس معهم. وضَفَنَ مع الضيف يَضْفِنُ ضَفْناً جاء معه، وهو الضَّيْفَنُ. والضَّيْفَنُ: الذي يجيءُ مع الضَّيْف، كذا حكاه أَبو عبيد في الأَجناس مع ضفنَ؛ وأَنشد: إذا جاء ضَيْفٌ جاء للضَّيْف ضَيْفَنٌ، فأَوْدَى، بما تُقْرَى الضُّيوفُ، الضَّيافِنُ. وقال النحويون: نون ضَيْفَن زائدة؛ قال ابن سيده: وهو القياس، وقد أَخذ أَبو عبيد بهذا أَيضاً في باب الزيادة فقال: زادت العرب النون في أَربعة أَسماء، قالوا ضَيْفَنٌ للضَّيْفِ فجعله الضَّيفَ نفسه، والضَّيْفَن الطُّفَيْليُّ، وقد ذكرنا ذلك في ضيف أَيضاً، والضَّفْنِينُ: تابع الرُّكبان. عن كراع وحده، قال ابن سيده: ولا أَحُقُّه. وضَفَنْتُ إليه إذا نَزعتَ إليه وأَردته. والضَّفْنُ: ضَمُّ الرجل ضَرْع الشاة حين يَحْلُبها ابن الأَعرابي: ضَفَنُوا عليه مالوا عليه واعتمدوه بالجَوْر. وضَفَنَ بغائطه يَضْفِنُ ضَفْناً: رمى به. والضَّفْنُ: ضَرْبُكَ اسْتَ الشاة ونحوها بظهر رجلك. وقال ابن الأَعرابي: ضَفَنَه برجله ضربه على استه؛ قال: ويَكْتَسعْ بنَدَم ويَضْفِن والاضْطِفانُ: أَن تضرب به اسْتَ نفسك. وضَفَنْتُ الرجل إذا ضربتَ برجلك على عَجُزه. واضْطَفَنَ هو إذا ضَرَبَ بقدمه مؤخر نفسه، وفي المحكم: اضْطَفَنَ ضرَبَ اسْتَه نفسه برجله. وفي حديث عائشة بنت طلحة: أَنها ضَفَنَتْ جاريةً لها برجلها؛ الضَّفْنُ: ضَربك استَ الإِنسان بظهر قدمك. وضَفَنَ البعيرُ برجله: خبط بها. وضَفَنه البعيرُ برجله يَضْفِنه ضَفْناً، فهو مَضْفُون وضَفِين: ضربه. وضَفَنَ به الأَرضَ ضَفْناً: ضربها به؛ قال الشاعر: قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَيَّ قَفْنِ، وبالعَصا من طُولِ سُوءِ الضَّفْنِ. أَبو زيد: ضَفَنَ الرجلُ المرأَة ضَفْناً إذا نكحها. قال: وأَصل الضَّفْن أَن يَضُمَّ بيده ضَرْعَ الناقة حين يَحلُبها. وضَفَنَ الشيءَ على ناقته: حمله عليها. والضِّفَنُّ، على وزن الهِجَفِّ: الأَحمق من الرجال مع عِظَمِ خَلْقٍ، ويقال: امرأَة ضِفَنَّة؛ قال: وضِفَنَّةٌ مثلُ الأَتانِ ضِبِرَّةٌ، ثَجْلاءُ ذاتُ خواصِرٍ ما تَشْبَعُ والضِّفِنُّ والضِّفَنُّ والضِّفَنّانُ: الأَحمق الكثير اللحم الثقيل، والجمع ضِفْنانٌ نادر، والأُنثى ضِفِنَّة وضِفَنَّة، وكسر الفاء، عند ابن الأَعرابي، أَحسن. الفراء: إذا كان الرجل أَحمق وكان مع ذلك كثير اللحم ثقيلاً فهو ضِفَنٌّ وضَفَنْدَدٌ. وامرأَة ضِفَنَّة إذا كانت رِخْوة ضَخْمة.
|